الاستقامة طريق النجاة

فالاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين. وهي القيام بين يدي الله بالطاعة وهي ضد الطغيان. وهو مجاوزة الحدود في كل شيء فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته

الاستقامة طريق النجاة
الاستقامة

قال الله تعالى: «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تخزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فصلت

وقال: « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ﴾  الأحقاف 

وقال لرسوله - -: « فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ﴾  هود

فبّٓين أن الاستقامة ضد الطغيان. وهو مجاوزة الحدود في كل شيء.

تعريف الاستقامة

وسئل صديق الأمة وأعظمها استقامة -أبو بكر الصديق رضي الاستقامة؟ فقال: « أن لا تشرك بالله شيئاً» ، يريد الاستقامة على محض التوحيد. 
وقال عمر بن الخطاب --: « الاستقامة : أن تستقيم على الأمر والنهي. ولا تروغ روغان الثعالب » .

فالاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين. وهي القيام بين يدي الله بالطاعة

وقال عثمان بن عفان --: « استقاموا : أخلصوا العمل الله » .

وقال علي بن أبي طالب --، وابن عباس رضي الله عنهما: « استقاموا : أدوا الفرائض» .

 وقال الحسن: استقاموا على أمر الله : فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته. 

وقال مجاهد : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله. 

يقول ابن القيم رحمه الله سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: استقاموا على محبته وعبوديته، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة.

والمطلوب من العبد الاستقامة. وهي السداد. فإن لم يقدر عليها فالمقاربة. فإن نزل عنها : فالتفريط والإضاعة. 

كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -- عن النبي - - قال: « سددوا وقاربوا. واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ 
قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل»

فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها. فأمر بالاستقامة. وهي السداد، والإصابة في النيات والأقوال والأعمال.

وعلى حقيقة الصدق، والوفاء بالعهد. والاستقامة تتعلق بالأقوال، والأفعال، والأحوال، والنيات. 

فالاستقامة فيها : وقوعها لله. وبالله، وعلى أمر الله. 

وقال الاستقامة : روح تحيا به الأحوال، 
فشبه الاستقامة للحال بمنزلة الروح للبدن. فكما أن البدن إذا خلا عن الروح فهو ميت، فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد . 

درجات الاستقامة

والسلف يذكرون هذين الأصلين كثيراً -وهما الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة –فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره. فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضاً عن كمال الانقياد للسنة: أخرجه عن الاعتصام بها. 

وإن رأى فيه حرصاً على السنة، وشدة طلب لها: لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها، فأمره بالاجتهاد، والجور على النفس، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها، 

قائلاً له : إن هذا خير وطاعة. والزيادة والاجتهاد فيها أكمل. فلا تفتر مع أهل الفتور. ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه. حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها. فيخرج عن حدها. كما أن الأول خارج عن هذا الحد. فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر.

ثمرات الاستقامة

- طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله عز وجل.

- أن الاستقامة تعصم صاحبها ـ بإذن الله عز وجل ـ من الوقوع في المعاصي والزلل وسفاسف الأمور والتكاسل عن الطاعات.

- قال الله تعالى: « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تخزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ماتشتهيه أنفسكم ولكم فيها ماتدعون " فصلت

نسأل الله عز وجل الإقتصاد في الطاعة والتمسك بالسنة والإجتهاد فيها من غير إفراط ولاتفريط والإستقامة علي أمره سبحانه وتعالي

إرسال تعليق

نشرف بتعليقاتكم
حقوق النشر © كلمات مضيئة جميع الحقوق محفوظة
x